World Association of News Publishers


صحافي مغربي يفوز بجائزة جبران تويني

Language switcher

صحافي مغربي يفوز بجائزة جبران تويني

Article ID:

12162

نال أبو بكر الجامعي، أحد مؤسّسي أسبوعية "لو جورنال إبدومادير"، الرائدة في الصحافة المستقلّة المغربية، ومديرها العام سابقاً، جائزة جبران تويني لعام 2010 التي يقدّمها الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء لرئيس تحرير أو ناشر في العالم العربي

واختيار أبو بكر الجامعي لمنحه الجائزة هو تكريم لنضاله المستمر، فهو لم يكفّ يوماً عن نشر مقالات تعكس واحدةً من أفضل المسيرات الصحافية المستقلّة في المنطقة فيما تستمرّ الملكية في بلاده في السيطرة على وسائل الإعلام المغربية على الرغم من كل وعود الإصلاح التي تطلقها. وقد أُعلِنت الجائزة يوم الأحد في الذكرى الخامسة لاغتيال جبران تويني، الناشر اللبناني الذي قضى في انفجار سيارة مفخّخة في بيروت عام 2005.


والهدف من الجائزة هو تكريم الالتزام الذي يظهره رئيس تحرير أو ناشر في الدفاع عن القيم التي جسّدها جبران تويني، ألا وهي التمسّك بحرية الصحافة، والشجاعة، وحس القيادة، والطموح، والكفاءة الإدارية العالية، والجدارة المهنية من المستوى الرفيع.


وقد أعلن أبو بكر الجامعي، المسؤول عن دروس الإسلام السياسي والأنظمة السياسية في الشرق الأوسط في جامعة سان دييغو في الولايات المتحدة "منحي هذه الجائزة المرموقة هو تكريم لكل الصحافيين المغاربة الذين يعانون من تراجع مساحة التعبير خلال الأعوام الماضية".


وأضاف "إنها مكافأة جميلة للتضحيات التي قدّمها كل من ساهموا في جعل لو جورنال إبدومادير مطبوعة حافظت حتى النهاية على أمانتها للمبادئ النبيلة في مهنتنا. آمل أن تلفت هذه الجائزة الانتباه إلى الاعتداءات المتكرِّرة التي تتعرّض لها حرية الصحافة في المغرب، وإلى الأوتوقراطية التي يرزح بلدنا تحت وطأتها في شكل عام".


وقد اشتهرت أسبوعية "لو جورنال إبدومادير" التي كانت تصدر باللغة الفرنسية، بأنها كانت من الأصوات الانتقادية والصلبة الأساسية في الصحافة المغربية. عقب موجة التحرير والدمقرطة في البلاد، سعت المطبوعة من خلال أسلوبها الحر وتحاليلها اللاذعة إلى أن تفرض على السلطات احترام تعهّداتها من أجل تحقيق شفافية أكبر ووضع حد للفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.


وقد سلّطت مقالات أبو بكر الجامعي الضوء على شركات الملك محمد السادس وأعماله، وطرحت شكوكاً وتساؤلات حول تصريحات الحكومة عن التقدّم الاقتصادي في البلاد.


عقب الاستهجان الشديد الذي تسبّبت به الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية عن النبي محمد، نشرت أسبوعية "لو جورنال إبدومادير" مقالاً خاصاً يتضمّن، من جملة أمور أخرى، الصورة التي نشرتها صحيفة فرنسية وتجمع فيها بعضاً من تلك الرسوم الكاريكاتورية. وقد جرى تشويش الصور كي لا تؤجّج المجلة المشاعر المستثارَة أصلاً. لكن ذلك لم يحل دون حدوث ردود فعل اعتراضية قوية أمام مكاتب الأسبوعية. يقول عدد كبير من الأشخاص إن هذه الاحتجاجات لم تكن من تنظيم مسلمين مستائين بل كانت السلطات المغربية وراءها.


في 26 كانون الثاني، أمرت المحكمة التجارية في الدار البيضاء بالتصفية القضائية لشركة "تريميديا" الناشرة لأسبوعية "لو جورنال". دخل حجّاب المحكمة مكاتب المجلة عندما كان العمل على عددها الأخير على وشك الانتهاء، فصادروا الموجودات ورموا بالموظّفين في الشارع.


وقد أُعلِن رسمياً أن سبب إغلاق الأسبوعية هو الديون المترتّبة عليها جراء الضرائب وجداول الرواتب وقدرها 1.3 مليون أورو، إلى جانب عطل وضرر قدره 270000 أورو على خلفية دعوى قدح وذم تقدّم بها رئيس المركز الأوروبي للأبحاث والتحليل والاستشارة في الشؤون الاستراتيجية، كلود مونيكيه، في بروكسل. فقد نشر المركز تقريراً عن الوضع المثير للجدل في الصحراء الغربية، واعتبرت "لو جورنال" أنه يعكس إلى حد كبير الموقف الرسمي للحكومة المغربية. في أيلول 2009، ثبّتت المحكمة العليا المغربية القرار القضائي الذي حكم على أسبوعية "لو جورنال" بتسديد غرامة فضيّق الخناق عليها ودفع بها نحو الإفلاس.


وقد أكّد أبو بكر الجامعي آنذاك أنه بكان بإمكان "تريميديا" تسديد ديونها "لو لم تطلب السلطات بانتظام من المعلنين مقاطعة المطبوعة".


من جهته أعلن الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء لدى تسليم الجائزة "يعكس وضع وسائل الإعلام في المغرب مشكلة متكرِّرة في المنطقة: تلتزم السلطات دعم صحافة حرّة لكنها لا تقرن الأقوال بالأفعال. لقد أدّى أبو بكر الجامعي وزملاؤه في لو جورنال إبدومادير دوراً في الخدمة العامة من خلال مهنيّتهم وتفانيهم في سبيل صحافة مستقلّة وصوابيّة تعليقاتهم. وبدلاً من تهنئتهم، طُرِدوا من وظائفهم. نأمل أن تلفت هذه الجائزة الانتباه إلى الوضع في المغرب، وتشجّع الصحافيين الشجعان على غرار أبو بكر الجامعي على تحقيق شفافية أكبر وتساهم في خلق الظروف المؤاتية من أجل تنمية مستدامة".


كان جبران تويني شخصية استثنائية في الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء طوال عشرين عاماً تقريباً. كان عضواً في لجنة حرية الصحافة، وشغل مقعداً في مجلس الإدارة لمدّة تزيد عن عقد، وكان يشارك بانتظام في مهمات لتعزيز حرية الصحافة في المناطق الحسّاسة في العالم ويقدّم المساعدة والدعم باستمرار للمسؤولين في المنظمة حول كل المسائل المتعلّقة بالعالم العربي وحرية الصحافة. وقد أنشأ الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء وأسرة تويني هذه الجائزة من أجل تشجيع مزيد من الناشرين ورؤساء التحرير الشجعان والصحف الجريئة والمستقلّة في العالم العربي.


يتّخذ الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء من باريس في فرنسا ودارمشتات في ألمانيا مقراً له، ويملك فروعاً في سنغافورة والهند وإسبانيا وفرنسا والسويد. يمثّل أكثر من 18000 مطبوعة، و15000 موقع إلكتروني، و3000 شركة في ما يزيد عن 120 بلداً. وقد وُلِد الاتحاد من الدمج بين الاتحاد العالمي للصحف والمنظمة العالمية للأبحاث والخدمات في مجال صناعة الصحافة (إيفرا).
لمزيد من المعلومات عن الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء، الرجاء زيارة الموقع الإلكتروني http://www.wan-ifra.org أو قراءة مجلة الاتحاد على العنوان الآتي http://www.ifra.net/microsites/wan-ifra-magazine.

لأي سؤال أو استفسار، يرجى الاتصال ب:
لاري كيلمان، مدير الاتصال والشؤون العامة
‏WAN-IFRA, 7 rue Geoffroy Saint-Hilaire, 75005 Paris France
هاتف: +33 1 47 42 85 00
فاكس: +33 47 42 49 48
خلوي: +33 6 10 28 97 36
بريد إلكتروني: larry.kilman@wan-ifra.org

Author

Andrew Heslop's picture

Andrew Heslop

Date

2011-03-01 17:10

كان جبران تويني من الشخصيات الفريدة من نوعها في الاتحاد العالمي للصحف لمدة تقرب من عشرين عاماً،. والاتحاد العالمي للصحف يعتزم الآن تكريم ذكراه بتقديم جائزة المقصود منها تشجيع بروز المزيد من الصحف، والناشرين، والمحررين الشجعان المستقلين في العالم العربي. اقرأ المزيد