World Association of News Publishers


الجلسة الثالثة: كيف يمكن لوسائل الإعلام استعادة ثقة الجمهور بها كمصدر للأخبار جدير بالتصديق؟

Language switcher

Available in:

الجلسة الثالثة: كيف يمكن لوسائل الإعلام استعادة ثقة الجمهور بها كمصدر للأخبار جدير بالتصديق؟

Article ID:

14502

قام المشاركون في المنتدى العربي الخامس للصحافة الحرة، الذي انعقد في تونس، بالتفكير مليا في الكيفية التي يمكن لوسائل الإعلام من خلالها استعادة ثقة الجمهور بها كمصدر للأخبار جدير بالتصديق. فبعد سنوات من الدعاية، من الصعب على المنشورات حديثة التحرر في العالم العربي أن توطد أنفسها كمصادر للأنباء جديرة بالثقة، وخصوصا عندما تواجه منافسة من جانب المدونات ووسائل الإعلام الاجتماعية.

وقال حسام الدين محمد، كاتب العمود بصحيفة "القدس العربي" المملوكة فلسطينيا والتي يوجد مقرها في لندن، إن احترام القارىء والمشاهد أمر مهم جدا. هناك الصحفيون الذين يخاطرون بحياتهم من أجل جلب الأخبار الدقيقة للجمهور، وعلى حد سواء هناك بعد ذلك وسائل الإعلام التي تقدم مجرد أخبار غير صحيحة. وتعتقد أنيت نوفاك، رئيسة التحرير السابقة لصحيفة "نورّان" اليومية السويدية، أن الشفافية هي بلا ريب عنصر أساسي بالنسبة للمصداقية. ويعني هذا إعطاء القراء خلفية معلومات ربما لا تفكر أنت في إعطائها لهم على الفور، ثم العمل معهم بطريقة مفتوحة. من الواضح أنه ما زال للصحفيين موقع هام في غرفة الأخبار، ولكن إذا قام الجمهور بالعمل مع المنشورة فسوف يَنتُج عن ذلك صحافة أفضل ومزيد من الثقة على حد سواء.

وأوضحت لينا عطا الله، مديرة تحرير "إيجيبت إندبندنت"، الموقع الإنكليزي التابع لصحيفة "المصري اليوم"، أن جميع موظفي صحيفة "المصري اليوم" يجتمعون مرة كل ستة أشهر لتقييم أداءها كمنشورة. وقالت: "إننا نحاول إجراء عملية نقد ذاتي وأن نكون على وعي بمشاكلنا وانحرافاتنا عن خطنا". وعلقت قائلة إنها ترى في ذلك أسلوبا ديناميكيا لضمان حسن الأداء أكثر من الاحترام المتبع لآداب وأخلاقيات المهنة في الواقع.

كيف يمكن تطبيق القواعد الأخلاقية؟ هل من الضروري إدراج مبادىء التوجيه الأخلاقي في إطار القانون؟

قال كامل العبيدي، رئيس الهيئة الوطنية التونسية لإصلاح الإعلام والاتصال، إن "القوانين ليست كافية، على الرغم من أنها ضرورة". مشيرا إلى أنه حتى في ظل النظام القديم في تونس كانت هناك قوانين لحرية الصحافة، ولكن ذلك لم يكن يعني أن وسائل الإعلام كانت تعمل بحرية.

وكما قالت ماجدة أبو فاضل، مديرة برنامج التدريب الصحفي بالجامعة الأمريكية في بيروت، فإن "القواعد الأخلاقية لا يجب أن تأتي من الحكومة بل يجب أن تترسخ طوعيا من جانب المؤسسات الإعلامية". ووافقها العبيدي الرأي قائلا إن القواعد الأخلاقية يجب أن تكون شأنا داخليا بين الصحفيين وإنه يجب ألا يمارس أي أحد الضغط عليهم. يجب أن يكونوا هم أنفسهم مصممين على احترام المعايير الدولية والمهنية والأخلاقية.

واستطرد العبيدي مشيرا إلى أنه حتى وقت قريب لم يكن التونسيون مهتمين بوسائل الإعلام العامة التونسية وكانوا يتابعون وسائل الإعلام الأجنبية، إلا أن الثقة بدأت تعود مرة أخرى ببعض البطء. وأضاف أنه، على الرغم من ذلك، فإن المزيد من التدريب للصحفيين يعتبر أمرا ضروريا لأنه لا تزال هناك مشاكل في الجودة التحريرية.

من ناحية ثانية، وكما لاحظ جمهور المشاركين، فإنه من المهم ألا تُستخدم القواعد الأخلاقية كمبرر لسجن الصحفيين. وقالت أبو فاضل - التي تعتقد أن هناك حاجة حقيقية لتحديث الهياكل التي تدعم الصحافة - إنه كان هناك خوف في لبنان من كلمة "قاعدة" لأنها كانت تبدو وكأنها شيء منحوت في الصخر، ولذلك أنشئت "المبادىء التوجيهية للصحافة الجيدة" بدلا منها.

وقدمت نوفاك لجمهور الحاضرين رسالة من مهدي غربي، الناشط التونسي المدافع عن حقوق الإنسان الذي يعيش في المنفى والذي فاز مؤخرا بجائزة مارتين لوثر كينغ لعام 2012. وشدد غربي في رسالته على أهمية التركيز على القراء ومستعملي الخدمة الإعلامية والعمل معهم، وقال إن الشفافية الآن هي السبيل الوحيد لاستعادة المصداقية.

 


لمشاهدة صور من المؤتمر، انقر هنا

Author

William Granger's picture

William Granger

Date

2012-02-15 17:46

Contact information