وقال محمد العليان، مؤسس وناشر صحيفة "الغد" اليومية التي تعد أول صحيفة مستقلة في الأردن وكذلك مؤسس وناشر صحيفة "الوسيط" الأسبوعية، إن الكثير من العقبات التي تحول دون نشر ناجح للأخبار في العالم العربي قد بدأت في التراجع.
ففي تونس، على سبيل المثال، كان من المعتاد أن يكون من الصعب جدا الحصول على رخصة للنشر من وزارة الإعلام. وكان من الصعب أيضا العثور على مستثمرين لأنه جرى تنفير الكثير من رجال الأعمال من ذلك عبر فرض قيود صارمة على ملكية وسائل الإعلام، وقامت الحكومة بمحاباة بعض المؤسسات عندما تعلق الأمر بالإعلانات والاشتراكات. و أضاف أنه منذ أن قامت الثورات والانتفاضات الشعبية أصبحت هذه المشاكل أقل بروزا بشكل واضح.
وقال العليان إنه حتى الآن لم يظهر للثورات العربية أي تأثير إيجابي بوجه خاص على الناحية المالية للصناعة الإعلامية، مشيرا إلى أن نسبة الإعلانات هبطت في مصر في عام 2011. ولكنه يعتقد أن الوضع سيتحسن على المدى الطويل، طالما أن الحكومات لا تمتلك الشركات الإعلامية. وقال إن وزارات الإعلام يجب ألا تكون موجودة لأنها ليست سوى عائق لإستقلال الصحافة و الإعلام.
ويرى العليان أن وسائل الإعلام الرقمية ستقدم تحديات جديدة ولكن علينا أن نقبلها، وأن نولي إهتماما وثيقا لما يريده القراء. وأضاف أنه لا تزال هناك أمام العديد من مؤسسات الأنباء في العالم العربي هوامش متاحة كافية لتفادي خفض التكاليف في الوقت الراهن.
وقال العليان إن ثمة عقبة اجتماعية كانت موجودة أيضا في العادة: فبعد سنوات عديدة من الرقابة كان هناك عدد أقل من الصحفيين المحترفين المتحمسين للعمل لحساب مؤسسات الأنباء، والصحافة لا يُنظر إليها كمهنة مرموقة ذات اعتبار. ومع ذلك، فقد تغيَّر هذا الأمر الآن. وأعرب العليان عن اعتقاده بأن العمل الذي قام به الصحفيون خلال الثورات الشعبية "أعاد للصحافة سبب وجودها الحقيقي ومظهرها الاجتماعي المرموق".
وقال إن هناك رغبة حقيقية في الإصلاح في الأردن. كما أعرب عن اعتقاده بأن الثورات في جميع أنحاء العالم العربي أدت إلى زيادة في الضغط، ولكنها أدت أيضا إلى ردود فعل أقوى من جانب وسائل الإعلام. واستطرد قائلا إن "الضغط سيكون موجودا دائما، ولكن المسألة هي كيف يمكنك التعامل معه؟ لقد اعتدنا أن نقبل به، ولكن صحفيينا أصبحوا لا يقبلون الضغوط بعد الآن".
وشجع العليان الناشرين على الاتحاد فيما بينهم من أجل حماية حرية الصحافة. فعلى الرغم من الانتفاضات الشعبية الجارية، فإن حرية الصحافة وحرية التعبير لا تزال واقعة تحت تهديد خطير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لمشاهدة صور من المؤتمر، انقر هنا