اضافت راغدة درغام، المراسلة الدبلوماسية البارزة لجريدة الحياة، على ان رغم اقامتها في نيو يورك في الولايات المتحدة الامريكية و ان ليس لديها الصورة الكاملة لما يحدث على ارض الساحة الاعلامية في العالم العربي لكن من الواضح ان بعض القنوات الفضائية لا يمكنها التفرقة بين تغطية الاحداث و تحريض الناس على المشاركة في الثورات.
و كما اكد محمد الدهشان الكاتب و الخبير الاقتصادي المصري على أهمية ان يؤخذ في الاعتبار الوسائل الاعلامية المختلفة التي يتابعها شرائح مختلفة من الناس. و اضاف ايضاً ان هناك بعض وسائل الاعلام التي تعمل تحت إدارة الحكومة قد شكلت عائق امام السعي للتغيير وفي بعض الاحيان تسببت في تهديد سلامة المتظاهرين. و كما علق احد المشاركين قائلاً ان ستشكل وسائل الاعلام دائماً عائق ما دامت لا تنقل الحقائق.
كان من الواضح ان لدى قناة الجزيرة دور كبير في اي مناقشات حول دور الاعلام في العالم العربي. قال فاهم بوكادوس، الصحفي و الناشط التونسي ان قبل و خلال الثورة في تونس العام الماضي، كانت تعتبر قناة الجزيرة قناة تونسية حيث ان الاعلام التونسي لم يستيقظ إلا بعد الرابع عشر من يناير العام الماضي. و اضاف بوكادوس ان القناة القطرية قد لعبت دور سياسي رئيسي في التحريض على التغير. علق الكثير من المشاركين على ان كان للقناة اجندة مختلفة عند تغطية الاحداث في البحرين.
هل يجب ان يكون لوسائل الاعلام دور في تحريض الناس على اتخاذ المواقف؟ هل يجب ان يكون الخط التحريري موجه نحو جانب دون الآخر، حتى اذا كان نحو جانب التغيير الإيجابي؟
الموضوعية، الحياد، و نقل الاحداث و المعلومات بدون التأثير على احد كانت دائماً ما تعتبر من القيم الصحفية الرئيسية، و لكن تسائل المشاركون في المنتدى اذا ما كان يمكن ان يكون هناك ابداً حياد في نقل الاخبار. ربما من الافضل التخلي عن بعض الحيادية و السعي وراء الشفافية في نقل الاخبار، لكي تترك للجمهور المساحة لتكوين رأي و حكم على مصداقيتك. و قد اضاف جمال عيد، المؤسس و المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان انه "لا يوجد حياد بين الضحية و الجلاد"
اضاف روهان جاياسيكارا، نائب رئيس تحرير مجلة Index on Censorship ان هناك دائماً مجال للإعلام الذي يحث الناس على التغيير السلمي، و انه لا يجب الخلط بين هذه الدعوات للتغيير و بين التحريض على العنف، و هو ما يكون دائماً خطأ.
تحدث ايضاً المشاركون عن علاقة الصحافة بوسائل الاعلام الحديثة و مواقع التواصل الاجتماعي. فدائماً ما كانت الصحافة قوة منفصلة عن المجتمع، في مساحتها الخاصة، و لكن الآن قد اصبح هناك مجال يسمح للصحفيين ان يشاركوا الناس من خلال وسائل الاعلام الحديثة و مواقع التواصل الإجتماعي. كما اكد بوكادوس انه لم تعد الصحافة منفصلة عن المجتمع.
بالرغم من اننا نعيش في زمن وسائل الاعلام الحديثة و مواقع التواصل الإجتماعي، مازالت الصحافة تلفب دور هام و رئيسي. و كما اضاف الدهشان انه "لا يمكننا تهميش دور الصحافة و الإعتماد على تغطية المواطنين في الشارع فقط؛ فلابد من العثور على توازن بين الاثنين لإحراز افضل النتائج". اوضح جاياسيكارا انه من اجل ان نستفيد من مساهمات المواطنين، يجب ان يكون لدينا القدرة على استيعاب كميات كبيرة من المعلومات و المساهمات و توصيلها للجمهور بشكل بسيط و مفهوم.